فيها توفّى الشيخ الإمام زين الدين أبو العباس إبراهيم بن أحمد بن أبى الفرج «١» الدّمشقىّ الحنفىّ المعروف بابن السّديد إمام مقصورة الحنفيّة «٢» شمالى جامع دمشق وناظر وقفها. كان إماما فقيها ديّنا كثير الخير غزير المروءة. مات فى جمادى الأولى ببستانه بالمزّة «٣» ودفن بسفح قاسيون.
وفيها توفّى الأمير شمس الدّين آق سنقر بن عبد الله الفارقانىّ، كان أصله من مماليك الأمير نجم الدين حاجب الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام، ثم انتقل إلى ملك السلطان الملك الظاهر بيبرس، وتقدّم عنده وجعله أستادارا كبيرا. وكان للملك الظاهر عدّة أستادارية، وكان الملك الظاهر كثير الوثوق به فى أموره ويستنيبه فى غيبته ويقدّمه على عساكره، ولمّا صار الأمر إلى الملك السعيد جعله نائبه لسائر الممالك بعد بيليك الخازندار، فلمّا ثارت الخاصّكيّة قبضوا عليه وقتلوه، وقيل إنّه بقى فى هذه السنة، والأصحّ أنّهم قبضوا عليه وسجنوه إلى أن مات فى جمادى الأولى من هذه السنة. وكان أميرا كبيرا جسيما شجاعا مقداما مهابا ذا رأى وتدبير وعقل ودهاء، كثير البرّ والصدقات عالى الهمّة، وله مدرسة «٤» عند داره داخل باب سعادة «٥» بالقاهرة.