للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جماعة وقصدوا صهيون إلى عند سنقر الأشقر، وركبت الخيل فى طلبهم فلم يدركوهم، ثم هرب الأمير أيتمش السّعدىّ أيضا ومعه جماعة إلى صهيون من منزلة خربة «١» اللّصوص.

ثم سار الملك المنصور إلى دمشق فدخلها فى يوم السبت تاسع عشره، وأقام بدمشق الى أن قدم عليه فى صفر الملك المنصور محمد صاحب حماة، فخرج الملك المنصور قلاوون لتلقّيه وأكرمه. ثم تردّدت الرسل بين السلطان الملك المنصور قلاوون وبين سنقر الأشقر فى تقرير قواعد الصلح. فلمّا كان يوم الأحد رابع شهر ربيع الأوّل من سنة ثمانين وستمائة وصل من جهة سنقر الأشقر الأمير علم الدين سنجر الدّويدارىّ «٢» ومعه خازندار سنقر الأشقر فى معنى الصلح والوقوف على اليمين، فحلف الملك المنصور قلاوون يوم الاثنين خامسه، ونادت المنادية فى دمشق بانتظام الصلح واجتماع الكلمة، فرجع رسل سنقر الأشقر ومعهم الأمير فخر «٣» الدين اياز المقرئ ليحضر يمين سنقر الأشقر، فحلفه وعاد إلى دمشق يوم الاثنين ثانى عشره، فضربت البشائر بالقلعة وسرّ الناس بذلك غاية السرور. وصورة ما انتظم الصلح عليه أنّ سنقر الأشقر يرفع يده عن شيزر ويسلّمها إلى نوّاب الملك المنصور قلاوون، وعوّضه قلاوون عنها فامية وكفر طاب وأنطاكية والسّويديّة «٤» وبكاس ودركوش بأعمالها كلّها وعدّة ضياع معروفة، وأن يقيم على ذلك، وعلى ما كان استقرّ بيده عند الصلح، وهو صهيون وبلاطنس وحصن برزة وجبلة واللّاذقيّة