أكلّف نفسى كلّ يوم وليلة ... هموما «١» على من لا أفوز بخيره
كما سوّد القصار بالشمس وجهه ... ليجهد فى تبييض أثواب غيره
وقيل: إنه بات ليلة فى رمضان عند الصاحب بهاء الدين بن حنّا، فصلّى عنده التراويح وقرأ الإمام فى تلك الليلة سورة الأنعام فى ركعة واحدة؛ فقال أبو الحسين:
ما لى على الأنعام من قدرة ... لا سيّما فى ركعة واحده
فلا تسومونى حضورا سوى ... فى ليلة الأنفال والمائدة
ومن شعره:
طرف «٢» المحبّ فم يذاع به الجوى ... والدمع إن صمت اللسان لسان
تبكى الجفون على الكرى فاعجب لمن ... تبكى عليه إذا نأى الأوطان
وفيها توفّى الشيخ الإمام عماد الدين أبو بكر بن هلال بن عبّاد الجيلىّ «٣» الحنفى معيد المدرسة الشّبليّة. كان إماما عالما صالحا منقطعا عن الناس مشتغلا بنفسه، وكان معدودا من العلماء، أفتى وأعاد ودرّس وانتفع به الناس ومات فى تاسع عشر شهر رجب، وقد كمل له مائة سنة وأربع سنين. وروى عنه ابن الزّبيدىّ «٤» ؛ وروى بالإجازة العامّة عن السّلفىّ.