للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رتبة الشرف، لا تنال بالتّرف «١» ؛ والسعادة أمر لا يدرك، إلا بعيش يفرك «٢» ، وطيب يترك؛ ونوم يطرد، وصوم يسرد «٣» ؛ وسرور عازب «٤» ، وهمّ لازب «٥» ؛ ومن عشق المعالى ألف الغمّ، ومن طلب اللآلئ ركب اليمّ؛ ومن قنص الحيتان «٦» ورد النهر، ومن خطب الحصان «٧» نقد المهر؛ كلّا أين أنت من المعالى! إنّ السّحوق «٨» جبّار وأنت قاعد، والفيلق جرّار «٩» وأنت واحد؛ العقل يناديك وأنت أصلخ «١٠» ، ويدنيك ويحول بينكما البرزخ؛ لقد أزف الرحيل فاستنفد جهدك، وأكثب «١١» الصيد فضمّر فهدك؛ فالحذر يترصّد الانتهاز، والحازم يهيّئ أسباب الجهاز؛ تجرّع مرارة النوائب فى أيّام معدوده، لحلاوة معهودة غير محدوده؛ وإنما هى محنة بائده، تتلوها فائده؛ وكربة نافده، بعدها نعمة خالده، [وغنيمة «١٢» بارده] ؛ فلا تكرهنّ صبرا أو صابا «١٣» ، يغسل عنك أو صابا «١٤» ؛ ولا تشربنّ وردا يعقبك سقاما، ولا تشمّن وردا يورثك زكاما؛ [ما ألين «١٥» الرّيحان لولا وخز البهمى «١٦» ، وما أطيب الماذىّ لولا حمة «١٧» الحمى] ! فلا تهولنّك مرارات ذاقها عصبه، إنما يريد الله ليهديهم بها؛ ولا تروقنّك حلاوات نالها فرقه، إنما يريد الله ليعذّبهم بها. انتهى.