فيها كان الغلاء العظيم بسائر البلاد، ولا سيّما مصر والشام؛ وكان بمصر مع الغلاء وباء عظيم أيضا، وقاسى الناس شدائد فى هذه السنة والماضية.
وفيها ولى قضاء الديار المصريّة الشيخ تقىّ الدين «١» أبو الفتح محمد بن علىّ بن وهب ابن دقيق العيد بعد وفاة قاضى القضاة تقىّ الدين عبد الرحمن بن بنت الأعزّ.
وفيها توفّى الملك السعيد شمس «٢» الدين إيلغازى ابن الملك المظفّر [فخر «٣» الدين قرا أرسلان] ابن الملك السعيد صاحب ماردين الأرتقىّ، ودفن بتربة جدّه أرتق، وتولّى بعده سلطنة ماردين أخوه الملك المنصور نجم الدين غازى. وكان مدّة مملكة الملك السعيد هذا على ماردين دون الثلاث سنين. وكان جوادا عادلا حسن السّيرة، رحمه الله تعالى.
وفيها توفّى الأمير بدر الدين بيليك بن عبد الله المحسنىّ المعروف بأبى شامة بالقاهرة، وكان من أعيان الأمراء وأكابرهم، رحمه الله.
وفيها توفى الأسعد بن السّديد القبطىّ الأسلمىّ الكاتب مستوفى الديار المصريّة والبلاد الشامية والجيوش جميعها المعروف بالماعز الديوانى «٤» المشهور، وكان معروفا بالأمانة والخير، وكان نصرانيّا ثم أسلم فى دولة السلطان الملك الأشرف خليل ابن قلاوون.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدى- رحمه الله-: حكى لى القاضى شهاب الدين محمود رحمه الله قال: لمّا مرض المذكور توجّهنا إليه نعوده فوجدناه ضعيفا إلى الغاية، وقد وضعوا عنده أنواعا من الحلىّ والمصاغ المجوهر والعقود