قلت: وهذا مستفاض بين الناس. وقصّة أولاده لمّا احتاجوا مع كثرة هذا المال إلى السؤال مشهورة. يقال إنه كان له ثمن الديار المصرية، وهو صاحب الرّباط «١» والجسر «٢» على بركة الحبش «٣» خارج القاهرة.
قال الشيخ صلاح الدين الصّفدىّ:«كنت بالقاهرة وقد وقف أولاده وشكا عليهم أرباب الديون إلى السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، فقال السلطان:
يا بشتك «٤» ، هؤلاء أولاد الأفرم الكبير صاحب الأملاك والأموال، أبصر كيف حالهم! وما سببه إلا أنّ أباهم وكلهم «٥» على أملاكهم فما بقيت، وأنا لأجل ذلك لا أدّخر لأولادى ملكا ولا مالا» . انتهى كلام الصّفدى.
قلت: والعجيب أنه كان قليل الظلم كثير الخير، وغالب ما حصله من نوع المتاجر والمزروعات والمستأجرات، ومع هذا احتاج أولاده وذريته إلى السؤال.