للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشيخ صلاح الدين الصفدىّ: وكان مدّة عمل الرّوك ثمانية أشهر إلا أيّاما قلائل. ثم تقنطر السلطان الملك المنصور لاچين عن فرسه فى لعب الكرة.

انتهى كلام الصّفدىّ.

وقال القطب اليونينىّ: حكى بعض كتّاب الجيش بالديار المصريّة فى سنة سبعمائة قال لى: أخدم فى ديوان الجيش بالديار المصريّة أربعين سنة، قال: والديار المصريّة أربعة وعشرون قيراطا، منها: أربعة قراريط للسلطان ولما يطلقه وللكلف والرواتب وغير ذلك، ومنها عشرة للأمراء والإطلاقات والزيادات، ومنها عشرة قراريط للحلقة. قال: وذكروا للسلطان ولمنكوتمر أنّهم يكفون الأمراء والجند بأحد عشر قيراطا «١» ، يستخدم عليها حلقة بمقدار الجيش، فشرعوا فى ذلك وطلبونا وطلبوا الكتّاب الجياد فى هذه الصّناعة، فكفينا الأمراء والجند بعشرة قراريط، وزدنا الذين تضرّروا قيراطا فبقى تسعة، فاتّفق قتل السلطان ومنكوتمر.

وكان فى قلوب الأمراء من ذلك همّ عظيم، فأنعم على كلّ أمير ببلد وبلدين من تلك التسعة قراريط، وبقى الجيش ضعيفا ليس له قوّة. وكانت التسعة قراريط التى بقيت خيرا من الأحد عشر قيراطا المقطعة.

قلت: يعنى أنّ هذا خارج عن الأربعة قراريط التى هى برسم السلطان خاصّة. انتهى.

وقيل فى الرّوك وجه آخر؛ قال: لمّا كان فى ذى الحجّة سنة سبع وتسعين وستّمائة قصد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاچين المنصورىّ أن يروك البلاد المصريّة وينظر فى أمور عساكر مصر، فتقدّم التاج «٢» الطويل مستوفى الدولة