قال بيبرس: فلمّا تسلطن رتّب الأمير شمس الدين قرا سنقر المنصورىّ نائبا.
والأمير الحاجّ بهادر حاجبا على عادته. والأمير سلّار أستادارا. والأمير بكتمر السّلاح دار أمير آخور. واستقرّ بالصاحب فخر الدين بن الخليلى فى الوزارة؛ ورتّب الأمير قبجق نائب الشام، ثم بعد مدّة أفرج عن الأمير برلغى فأعطاه إقطاعا بدمشق. ثم أفرج عن الأمير بيبرس الجاشنكير وجماعة من الأمراء، وأعطى بيبرس الجاشنكير إمرة بالقاهرة.
قلت: وبيبرس هذا هو الذي تسلطن فيما بعد حسب ما يأتى ذكره.
ثم برز مرسومه باستقرار الملك العادل كتبغا فى نيابة صرخد، وكتب له بها منشورا. انتهى كلام بيبرس باختصار، لأنه خرج فى سياق الكلام إلى غير ما نحن بصدده.
وقال غيره: ولمّا تسلطن لاچين وثبتت قدمه ورسخت نسى الشروط وقبض على أكابر خشداشيته من أعيان أمراء مصر وأماثلهم، مثل: الأمير قرا سنقر والبيسرى وبكتمر السّلاح دار وغيرهم، وولّى مملوكه منكوتمر نيابة السلطنة بل صار منكوتمر هو المتصرّف فى الممالك. فعند ذلك نفرت قلوب الأمراء والجند من الملك المنصور لاچين ودبرّوا عليه، واستوحش هو أيضا منهم واحترز على نفسه، وقلّل «١» من الركوب ولزم القعاد بقلعة الجبل متخوّفا؛ وكان كرجى خصيصا به وهو أحد من كان أعانه على السلطنة، فقدّمه لاچين لمّا تسلطن على المماليك السلطانية، فكان يتحدّث فى أشغالهم ويدخل للسلطان من أراد، لا يحجبه عنه حاجب؛ فحسده منكوتمر مع ما هو فيه من الحلّ والعقد فى المملكة؛ وسعى فى إبعاد كرجى عن السلطان الملك المنصور لاچين. فلمّا ورد البريد يخبر بأمر القلاع التى فتحها عسكر السلطان