للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعلموه بصورة الحال، وقالوا له: الذي وقع من قتل الملك المنصور ليس هو عن رضاهم ولا علموا به، وأغروه على قتل طغجى واتّفقوا معه على ذلك، وكانوا الأمراء المذكورون قد أشاروا قبل خروجهم على طغجى أن يخرج يلتقى الأمير بكتاش أمير سلاح، فركب طغجى بكرة يوم الاثنين وتوجّه نحوه حتى التقاه وتعانقا وتكارشا.

ثم قال أمير سلاح لطغجى: كان لنا عادة من السلطان إذا قدمنا من السفر يتلقانا، وما أعلم ذنبى الآن ما هو، كونه ما يلقانى اليوم! فقال له طغجى: وما علمت بما جرى على السلطان؟ السلطان قتل. فقال أمير سلاح: ومن قتله؟ قال له: بعض الأمراء [وهو «١» الأمير سيف الدين كرت أمير حاجب: قتله] سيف الدين طغجى وكرجى، فأنكر عليه وقال: كلّما قام للمسلمين ملك تقتلونه! تقدّم عنى لا تلتصق بى، وساق عنه أمير سلاح؛ فتيقّن طغجى أنّه مقتول، فحرّك فرسه وساق فانقضّ عليه بعض الأمراء وقبض عليه بشعر دبوقته «٢» ، ثم علاه بالسيف وساعده على قتله جماعة من الأمراء، فقتل وقتل معه ثلاثة نفر، ومرّوا سائقين إلى تحت القلعة. وكان كرجى قد قعد فى القلعة لأجل حفظها، فبلغه قتل رفيقه طغجى، فألبس البرجيّة السلاح وركب فى مقدار ألفى فارس حتى يدفع عن نفسه، فركبت جميع أجناد الحلقة والأمراء والمقدّمين فى خدمة أمير سلاح إلى الرابعة من النهار؛ ثم حملوا العساكر على جماعة كرجى فهزموهم، وساق كرجى وحده، واعتقد أنّ أصحابه يتوجّهون حيث توجّه، فلم يتبعه غير تبعه ونوغيه الكرمونىّ أمير سلاح دار الذي كان أعانه على قتل الملك المنصور لاچين. فلمّا أبعدوا والقوم فى أثرهم لحقه بعض خشداشيته وضربه بالسيف حلّ كتفه، ثم ساعده بعض الأمراء حتى قتل، وقتل