ينقل فى البحر من الشام إلى مصر؛ وقال: أنا كنت نائب الشام وأعلم ما يقاسى الناس فى وسقه من المشقّة. وكان- رحمه الله- تامّ القامة أشقر فى لحيته طول يسير وخفّة، ووجه رقيق معرّق، وعليه هيبة ووقار، وفى قدّه رشاقة. وكان ذكيّا نبيها شجاعا حذورا.
ولمّا قتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون هرب هو وقرا سنقر، فإنهما كانا أعانا الأمير بيدرا على قتله حسب ما ذكرناه فى ترجمة الملك الأشرف المذكور، بل كان لاچين هذا هو الذي تمّم قتله، ولمّا هرب جاء هو وقرا سنقر إلى جامع أحمد بن طولون «١» وطلعا إلى المئذنة واستترا فيها. وقال لاچين: لئن نجّانا الله من هذه الشدّة وصرت شيئا عمّرت هذا الجامع.