للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمينا فوقع عن فرسه من سهم أصاب الفرس فبقى راجلا، فأسروه وأحضروه بين يدى مقدّم التتار، فسأله عن عسكر المسلمين، فرفع شأنهم فغضب مقدّم التتار، عليه اللعنة، من ذلك فضرب عنقه. رحمه الله تعالى. ومن شعر أبى جلنك المذكور قوله:

وشادن يصفع مغرى به ... براحة أندى من الوابل

فصحت فى الناس ألا فاعجبوا ... بحر غدا يلطم فى الساحل

قال الشيخ صلاح الدين الصفدىّ رحمه الله: وكان أبو جلنك قد مدح قاضى القضاة شمس الدين أحمد بن خلّكان فوقّع له برطلى خبز، فكتب أبو جلنك على بستانه:

لله بستان حللنا دوحه ... كجّنة قد فتّحت أبوابها «١»

والبان تحسبه سنانيرا رأت ... قاضى القضاة فنفّشت أذنابها

قلت: لعل الصلاح الصّفدىّ وهم فى ابن خلّكان، والصواب أنّ القصّة كانت مع قاضى القضاة كمال الدين بن الزّملكانىّ «٢» . انتهى.

ومن شعر أبى جلنك فى أقطع.

وبى أقطع ما زال يسخو بماله ... ومن جوده ما ردّ فى الناس سائل

تناهت يداه فاستطال عطاؤها ... وعند التّناهى يقصر المتطاول

قلت: ووقع فى هذا المعنى عدّة مقاطيع جيّدة فى كتابى المسمى ب «حلية الصفات فى الأسماء والصناعات» فمن ذلك:

أفديه أقطع يشدو ... ساروا ولا ودّعونى

ما أنصفوا أهل ودى ... واصلتهم قطعونى