للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك فى سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وأسلم فى سنة أربع وتسعين؛ ونثر الذهب والفضّة واللؤلؤ على رءوس الناس، وفشا الإسلام بإسلامه فى ممالك التتار، وأظهر العدل وتسمّى محمودا، وكان أجلّ ملوك المغل من بيت هولاكو، وهو صاحب الوقعات مع الملك الناصر محمد بن قلاوون والذي ملك الشام. وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه فى أصل هذه الترجمة.

وفيها توفّى القاضى فتح الدين أبو محمد عبد الله ابن الصاحب عزّ الدين محمد بن أحمد بن خالد بن محمد القيسرانىّ فى يوم الجمعة خامس عشرين شهر ربيع الآخر بالقاهرة، وقد وزر جدّه موفّق الدين «١» خالد للملك العادل نور الدين محمود بن زنكى المعروف بالشهيد، وكانت لديه فضيلة وعنى بالحديث وجمع وألّف كتابا فى معرفة الصحابة، وكان له نظم ونثر، وخرّج لنفسه أربعين حديثا، وروى عنه الدّمياطىّ من شعره، وأخذ عنه الحافظ فتح الدين ابن سيّد الناس، والبرزالىّ والذهبىّ.

ومن شعره:

بوجه معذّبى آيات حسن ... فقل ما شئت فيه ولا تحاشى

ونسخة حسنه قرئت فصحّت ... وها خطّ الكمال على الحواشى

وفيها توفّى القاضى كمال «٢» الدين أبو الفتح موسى ابن قاضى القضاة شمس الدين أحمد بن شهاب الدين محمد بن خلّكان، كان فاضلا اشتغل فى حياة والده ودرس، وكانت سيرته غير مشكورة، وهو كان أكبر الأسباب فى عزل والده، ومات فى شهر ربيع»

الأوّل.