ثم بعد الخدمة قدّم الأمير سلّار النائب عدّة من المماليك والخيول والجمال وتعابى «١» القماش ما قيمته مائتا ألف درهم، فقبل السلطان شيئا وردّ الباقى. وسأل سلّار الإعفاء من الإمرة والنيابة وأن ينعم عليه بالشّوبك فأجيب إلى ذلك، بعد أن حلف أنّه متى طلب حضر، وخلع السلطان عليه، وخرج سلّار من مصر عصر يوم الجمعة ثالث شوّال مسافرا إلى الشّوبك، فكانت مدّة نيابة سلّار على مصر إحدى عشرة سنة، وكانت الخلعة التى خلعها السلطان عليه بالعزل عن النيابة أعظم من خلعة الولاية؛ وأعطاه حياصة من الذهب مرصّعة، وتوجّه معه الأمير نظام الدين آدم مسفّرا له، واستمرّ أمير علىّ بن سلّار بالقاهرة، وأعطاه السلطان إمرة عشرة بمصر. ثم فى خامس شوّال قدم رسول المظفّر بيبرس يطلب الأمان فأمّنه السلطان.
وفيه خلع السلطان على الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورىّ باستقراره فى نيابة دمشق، عوضا عن الأمير آقوش الأفرم بحكم عزله. وخلع على الأمير سيف الدين قبجق المنصورىّ بنيابة حلب عوضا عن قراسنقر. وخلع على أسندمر كرجى بنيابة حماة عوضا عن قبجق، وخلع على الحاج بهادر الحلبىّ بنيابة طرابلس عوضا عن أسندمر كرجى. وخلع على قطلوبك المنصورىّ بنيابة صفد عوضا عن بكتمر الجوكندار. واستقرّ [سنقر «٢» ] الكمالىّ حاجب الحجّاب بديار مصر على عادته، وقرالاچين أمير مجلس على عادته. وبيبرس الدوادار على عادته، وأضيف إليه نيابة دار العدل «٣» ونظر الأحباس. وخلع على الأمير جمال الدين آقوش الأفرم نائب الشام كان بنيابة صرخد على خبز مائة فارس. وأنعم السلطان على نوغاى القبچاقىّ بإقطاع الأمير قطلوبك المنصورىّ، وهو إمرة مائة وتقدمة ألف بدمشق. ونوغاى هذا هو صاحب الواقعة مع المظفّر والخارج من مصر إلى الكرك. انتهى.