ثم رسم السلطان لشهاب الدين بن عبادة بتجهيز الخلع والتشاريف لسائر أمراء الشام ومصر فجهّزت، وخلع عليهم كلّهم فى يوم الاثنين سادس شوّال، وركبوا بالخلع والتشاريف فكان لركوبهم يوم عظيم. وفى يوم الأحد ثانى عشر شوّال استقرّ فخر الدين «١» عمر بن الخليلىّ فى الوزارة عوضا عن ضياء الدين النشائىّ. ثم رسم السلطان للنوّاب بالسفر، فأوّل من سافر منهم الأمير قبجق نائب حلب، وخرجت معه تجريدة من العساكر المصريّة خوفا من طارق يطرق البلاد. والذي تجرّد مع قبجق من أمراء مصرهم: الأمير جبا أخو سلّار، وطرنطاى البغدادىّ، وعلاء الدين أيدغدى، و [سيف الدين «٢» ] بهادر الحموىّ، و [سيف الدين «٣» ] بلبان الدّمشقىّ، وسابق الدين بوزنا «٤» الساقى، وركن الدين بيبرس الشجاعىّ، و [سيف الدين «٥» ] كورى السلاح دار، و [علاء الدين «٦» ] آقطوان الأشرفىّ، و [سيف الدين «٧» ] بهادر الجوكندار، و [سيف الدين «٨» ] بلبان الشمسىّ، و [علاء الدين «٩» ] أيدغدى الزّرّاق، و [سيف الدين «١٠» ] كهرداش الزّرّاق، و [سيف الدين «١١» ] بكتمر أستادار، و [عز الدين «١٢» ] أيدمر الإسماعيلىّ، و [فارس الدين «١٣» ] أقطاى الجمدار، وجماعة من أمراء العشرات. فلمّا وصلوا إلى حلب رسم بإقامة جماعة منهم بالبلاد الشاميّة، عدّتهم ستة من أمراء الطبلخاناه، وعادت البقيّة.
وفى يوم الخميس سادس عشر شوّال حضر الأمراء للخدمة على العادة، وقد قرّر السلطان مع مماليكه القبض على عدّة من الأمراء، وأنّ كل عشرة يقبضون أميرا ممّن عينهم، بحيث يكون العشرة عند دخول الأمير محتفّة به، فإذا رفع السّماط واستدعى السلطان أمير جاندار قبض كلّ جماعة على من عيّن لهم، فلمّا حضر الأمراء