*** السنة الأولى من ولاية الحر بن يوسف الأموي على مصر، وهي سنة ست ومائة- فيها عزل الخليفة هشام متولي العراق عمر بن هبيرة الفزارىّ بخالد ابن عبد الله القسري، فدخل خالد بغتة وبها ابن هبيرة يتهيأ لصلاة الجمعة ويسرح لحيته، فقال عمر بن هبيرة: هكذا تقوم الساعة بغتةً. فقيده خالد القسري وألبسه مدرعة من صوف وحبسه؛ ثم إن غلمان ابن هبيرة اكتروا داراً إلى جانب السجن فنقبوا سرداباً إلى السجن وأخرجوه منه، فهرب إلى الشأم واستجار بالأمير مسلمة ابن عبد الملك بن مروان فأجاره، وكلم أخاه هشاماً في أمره فعفا عنه، فلم تطل أيام عمر بن هبيرة ومات بعد مدة يسيرة. وفيها غزا مسلمة بن سعيد بن أسلم فرغانة فلقيه ابن خاقان ملك الترك في جمع كبير، فكانت بينهم وقعة قتل فيها ابن خاقان في طائفة كبيرة من الترك. وفيها حج بالناس الخليفة هشام بن عبد الملك. وفيها استعمل خالد القسري أخاه أسد بن عبد الله على إقليم خراسان نيابةً عنه. وفيها توفي طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن اليماني الجندي أحد الأعلام، كان من أبناء الفرس الذين سيرهم كسرى إلى اليمن، وهو من فقهاء التابعين. قال سفيان الثّورىّ عن رجل قال: كان من دعاء طاوس: اللهم اخرمنى المال والولد وارزقني الإيمان والعمل. وفيها توفي أبو مجلز لاحق بن حميد في قول الذهبي. وفيها «١» حج بالناس الخليفة هشام بن عبد الملك فلقيه إبراهيم بن محمد بن طلحة في الحجر فقال له:
أسألك بالله وبحرمة هذا البيت الذي خرجت معظماً له إلا رددت علي ظلامتي، قال هشام: أي ظلامة؟ قال: داري؛ قال: فأين كنت من أمير المؤمنين عبد الملك؟
قال: ظلمني، قال: فالوليد وسليمان؟ قال: ظلماني، قال: فعمر؟ قال: [رحمه الله «٢» ] ردها علي، قال: فيزيد بن عبد الملك؛ قال: ظلمني وقبضها مني بعد قبضي لها فهى