للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في يدك؛ فقال هشام: لو كان فيك ضرب لضربتك! فقال: في والله ضرب بالسيف والسوط، فانصرف هشام [والأبرش «١» خلفه فقال: أبا مجاشع] ، كيف سمعت هذا اللسان؟ قال: ما أجوده! قال: هي قريش وألسنتها. ولا يزال في الناس بقايا! ما رأيت مثل هذا!.

أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وعشرة أصابع، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعاً وأربعة أصابع.

*** السنة الثانية من ولاية الحر بن يوسف على مصر وهي سنة سبع ومائة- فيها عزل الجراح الحكمي عن إمرة أذربيجان بالأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان، فغزا مسلمة قيسارية الروم وافتتحها بالسيف. وفيها غزا أسد بن عبد الله القسري متولي خراسان بلاد سجستان، فانكسر المسلمون واستشهد طائفة ورجع الجيش مجهودين «٢» . وفيها كان بالشأم طاعون شديد فخاف الناس كثيراً. وفيها غزا أسد بن عبد الله القسري جبال الطالقان والغور، وكان أهلها خرجوا بأموالهم وأهلهم إلى كهف عظيم في جبل [شاهق «٣» ] شامخ ليس فيه طريق مسلوك، فعمل أسد توابيت وربطها بالسلاسل ودلاها عليهم، فظفر بهم وعاد سالماً غانماً، فنزل بلخ وبنى مدينتها وولاها برمك أبا خالد البرمكي ونقل إليها الجند والأمراء. وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك الروم مما يلي الجزيرة ففتح قيسارية وهي مدينة مشهورة. وفيها غزا معاوية بن هشام الخليفة ومعه أهل الشأم وصحبته ميمون بن مهران فقطعوا البحر إلى قبرس. وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام وهو على المدينة ومكة والطائف. وفيها توفّى موسى بن محمد