بمصر، وكانت إمرته على مصر تسع سنين وخمسة أشهر، وولي مصر بعده عبد الرحمن ابن خالد المذكور. ولم تطل مدة الوليد هذا على مصر إلا لخروج عبيد الله بن الحبحاب المتولي على خراج مصر منها، وقد تقدم عزل جماعة كبيرة من العمال بمصر بسبب عبيد الله المذكور، فدبر عليه الوليد هذا حتى أخرجه هشام من مصر واستعمله على إفريقية، فسار إليها عبيد الله بن الحبحاب واشتغل بها عن خراج مصر، فإنه في أول خروجه سير جيشاً إلى صقلية، «١» فلقيهم مراكب الروم فاقتتلوا قتالاً شديداً وانهزم الروم، وكانوا قد أسروا جماعةً من المسلمين فيهم عبد الله بن زياد فبقي أسيراً إلى سنة إحدى وعشرين ومائة، ثم استعمل عبيد الله بن الحبحاب عقبة بن الحجاج العبسي على الأندلس فسار إليها وملكها، ثم سير عبيد الله جيشاً إلى السوس «٢» وأرض السودان فغنموا وظفروا وعادوا. ولما خرج عبيد الله بن الحبحاب من مصر جمع له الخليفة خراج مصر وصلاتها وعظم أمره ومهد البلاد وساس الناس ومالت إليه الرعية، ثم عزل عن الخراج أيضاً واستقل بصلاة مصر على عادته أولاً إلى أن مات في التاريخ المقدم ذكره.
*** السنة التي حكم في محرمها عبد الملك بن رفاعة على مصر ثم في باقيها الوليد بن رفاعة وهي سنة تسع ومائة- فيها غزا أسد بن عبد الله القسري الترك فهزم خاقان وافتتح قزوين «٣» . وفيها غزا معاوية ابن الخليفة أمير المؤمنين هشام بن