عبد الملك الروم وفتح حصناً يقال له: الطينة «١» . وفيها توفي لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري في قول الفلاس وهو أبو مجلز المقدم ذكره، وهو من الطبقة الثانية، وكان بمرو لما قتل قتيبة بن مسلم، فولاه أهل مرو أمرهم حتى قدم وكيع ابن أبي سود «٢» ، وكان لاحق هذا يركب مع قتيبة في موكبه فيسبح الله اثنتي عشرة ألف تسبيحة يعدها على أصابعه لا يعلم به أحد. وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام وهو عامل مكة والمدينة والطائف، وخطب الناس وقال: سلونى فإنكم لا تسألون أحداً أعلم مني؛ فسأله رجل من أهل العراق [عن]«٣» الأضحيّة [أ]«٤» واجبة هي؟ فما درى ولا أجاب ونزل ولم يتكلم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وخمسة عشر إصبعاً مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وخمسة أصابع.
*** السنة الثانية من ولاية الوليد بن رفاعة على مصر وهي سنة عشر ومائة- فيها غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الخزر، وتسمى هذه الغزوة غزوة الطين، والتقى مسلمة مع ملك الخزر واقتتلوا أياماً وكانت ملحمة عظيمة هزم الله فيها الكفار في سابع جمادى الآخرة. وفيها افتتح معاوية ابن الخليفة هشام بن عبد الملك حصنين كبيرين من أرض الروم. وفيها توفي الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد المعروف بالحسن البصري، كنيته أبو سعيد مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى حميد بن قحطبة.
وكان الحسن إمام أهل البصرة، وهو من الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة؛ قال