للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذهبي: بل كان إمام أهل العصر، ولد بالمدينة سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، وكانت أمه مولاةً لأم سلمة أم المؤمنين، فكانت تذهب أمه لأم سلمة في الحاجة فتشاغله أم سلمة بثديها فربما در عليه. قال: وقد سمع من عثمان وهو يخطب وشهد يوم الدار «١» ، ورأى طلحة وعلياً، وروى عن عمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وأبي بكرة والنعمان بن بشير وخلق كثير من الصحابة وغيرهم؛ ومناقب الحسن كثيرة ومحاسنه غزيرة وعلومه مشهورة. وفيها توفي محمد بن سيرين أبو بكر الأنصاري البصري الإمام الرباني، من الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة، مولى أنس بن مالك، وهو صاحب التعبير، وكان أبوه سيرين من سبي جرجرايا «٢» فكاتب أنساً على مال جزيل فوفاه له؛ ومولده لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه. وفيها جمع خالد القسري الصلاة والأحداث والشرطة والقضاء بالبصرة لبلال ابن أبي بردة وعزل ثمامة عن القضاء. وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام. وفيها توفي الفرزدق مقدم شعراء عصره، وكنيته أبو فراس، واسمه همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية التميمي البصري، روى عن علي بن أبي طالب وغيره، وكان يرسل «٣» ، وروى عن أبي هريرة وعن جماعة، وكان يقال: الفرزدق أشعر الناس عامة وجرير أشعر الناس خاصة.

قال محمد بن سلام: أتى الفرزدق إلى الحسن البصري فقال: إني قد هجوت إبليس فاسمع، قال: لا حاجة لنا بما تقول، قال: لتسمعن أو لأخرجن فلأقولن للناس إن الحسن ينهى عن هجاء إبليس، قال: فاسكت فإنك عن لسانه تنطق.

وللفرزدق هذا مع زوجته النّوار حكايات ظريفة. ومن شعره: