فافتتح مدينة خرشنة «١» . وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام المخزومي، وقيل: سليمان بن هشام بن عبد الملك، أعني ابن الخليفة.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع سواء، مبلغ الزيادة سنة عشر ذراعاً وأربعة عشر إصبعاً.
*** السنة الخامسة من ولاية الوليد بن رفاعة على مصر وهى سنة ثلاث عشرة ومائة- فيها غزا الجنيد المري ناحية طخارستان، فجاشت الترك بسمرقند فالتقاهم الجنيد بقرب سمرقند فاقتتلوا قتالاً شديداً، فكتب الجنيد من البحر إلى سورة الدّارمىّ، بنجدة على سمرقند، فخرج سورة في جنده، فلقيته الترك على غرة فقتلته، فعاد الجنيد أيضاً لقتال الترك بعد قتل سورة ثانياً وقاتلهم حتى هزمهم ودخل سمرقند.
وفيها توفي مكحول الشامي أبو عبد الله، من الطبقة الثانية «٢» من تابعي أهل الشأم، قال: كنت مولى لعمرو بن سعيد بن العاص فوهبني لرجل من هذيل، فأنعم علي بها، فما خرجت من مصر حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا سمعته، ثم أتيت المدينة، وقال كما قال أوّلا، ثم أتيت الشعبي ولم أر مثله. وفيها حج بالناس الخليفة هشام بن عبد الملك. وفيها دخل جماعة من دعاة بني العباس إلى خراسان فأخذهم الجنيد ومثل بهم وقتلهم. وفيها توفي أبو محمد «٣» البطال وقيل: أبو يحيى «٤» ، واسمه عبد الله، أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام، ومن سارت بذكره الركبان، كان أحد أمراء