للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفّى الحكيم الأديب البارع شمس الدين محمد بن دانيال [بن يوسف «١» ] الموصلى، صاحب النّكت الغريبة، والنوادر العجيبة، وهو مصنّف «كتاب طيف الخيال «٢» » وكان كثير المجون والدّعابة، وكانت دكّانه داخل باب الفتوح من القاهرة. ومولده بالموصل سنة ستّ وأربعين وستمائة. ومات فى الثامن «٣» والعشرين من جمادى الآخرة.

ومن شعره فى صنعته:

ما عاينت عيناى فى عطلتى ... أقلّ من حظّى ولا بختى

قد بعت عبدى وحصانى وقد ... أصبحت لا فوقى ولا تحتى

وله فى المعنى أيضا:

يا سائلى عن حرفتى فى الورى ... وضيعتى فيهم وإفلاسى

ما حال من درهم إنفاقه ... يأخذه من أعين الناس

ومن نوادره الظريفة أنّه كان يلازم خدمة الملك الأشرف خليل بن قلاوون قبل سلطنته فأعطاه الأشرف فرسا ليركبه، فلمّا كان بعد أيّام رآه الأشرف وهو على حمار زمن، فقال له: يا حكيم، ما أعطيناك فرسا لتركبه؟ فقال: نعم يا خوند، بعته وزدت عليه واشتريت هذا الحمار، فضحك الأشرف وأعطاه غيره. وله فى أقطع «٤» .

وأقطع «٥» قلت له ... هل أنت لصّ أوحد

فقال هذى صنعة ... لم يبق لى فيها يد