والتصوّف، وأقبل عليه ملوك عصره. ذكر ابن «١» أخيه الشيخ قطب الدين قال:
سألنى الشيخ يوما هل قرب وقت العصر؟ فقلت: لا، وبقى يسألنى عن ذلك ساعة فساعة وهو مسرور مستبشر بوقت العصر، فلما دخل وقت العصر مات.
رحمه الله.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبو عبد الله الحسين بن سليمان بن فزارة الكفرى (بفتح الكاف «٢» ) البصروىّ الحنفى فى ثالث عشر جمادى الأولى ودفن بقاسيون، وكان فقيها محدّثا ناب «٣» فى الحكم، وحمدت سيرته، وسمع الكثير وبرع فى الفقه وغيره.
وتوفّى الأمير سيف الدين كراى المنصورىّ معتقلا بقلعة الجبل، وكان من أكابر مماليك المنصور قلاوون، وولى نيابة القدس، ثمّ ولّاه الملك الناصر محمد فى سلطنته هذه الثالثة نيابة الشام بعد قراسنقر، ثم قبض عليه وحبسه بالكرك مدّة، ثمّ نقله إلى القاهرة وحبسه بقلعة الجبل إلى أن مات فى هذا التاريخ.
وتوفّى الأمير سيف الدين إغزلو العادلى بدمشق، وكان من أكابر أمرائها، وكان ولى نيابة دمشق فى أواخر دولة أستاذه الملك العادل زين الدين كتبغا فعزله الملك المنصور حسام الدين لاچين عن نيابة دمشق، ثم صار بعد ذلك من أمراء دمشق إلى أن مات. وكانت ولايته على نيابة دمشق نحوا من ثلاثة أشهر، وكان موصوفا بالشجاعة والإقدام.
وتوفّى الأمير سيف الدين قيران الشمسىّ بدمشق ودفن بقاسيون بتربة ابن مصعب، وكان من جملة أمراء دمشق، وكان ديّنا خيّرا عفيفا مع كرم وشجاعة.