وتوفّى الأمير علاء الدين طيبرس بن عبد الله الخازندارىّ نقيب الجيوش المنصورة وأحد أمراء الطبلخاناه فى العشرين من شهر ربيع الآخر، ودفن بقبّته التى أنشأها بمدرسته على باب جامع الأزهر. واستقرّ عوضه فى نقابة الجيش الأمير شهاب الدين أحمد بن آقوش العزيزى المهمندار «١» . وطيبرس هذا هو الذي كان أنشأ الجامع والخانقاه على النيل، وعرف ذلك المكان بالطّيبرسىّ، وقد تهدّم الجامع»
والخانقاه، ونقل صوفيّتها إلى مدرسته «٣» التى أنشأها على باب الجامع الأزهر على يمنة الداخل إلى الجامع. وكان من أجلّ الأمراء وأقدمهم، وطالت أيامه فى وظيفته، أقام فيها أربعا وعشرين سنة، لم يقبل لأحد هديّة، وإنما كان شأنه عمارة إقطاعه والزراعة، ومن ذلك نالته السعادة وعمّر الأملاك. وكان ديّنا خيّرا بخلاف آقبغا عبد الواحد الذي عمّر مدرسته «٤» أيضا على باب الجامع الأزهر فى مقابلة طيبرس هذا.
وتوفّى الشيخ بدر الدين أبو عبد الله محمد بن منصور بن إبراهيم بن منصور بن رشيد الربعى الحلبىّ الشافعىّ المعروف بابن الجوهرىّ. ولد بحلب فى ثالث عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وستمائة، وكان فاضلا ديّنا أثنى عليه الحافظ البرزالىّ فى معجمه.
وكانت وفاته فى يوم السبت سابع عشر «٥» جمادى الآخرة من السنة. رحمه الله.