وتوفّى الملك المؤيّد هزبر الدّين داود ابن الملك المظفّر يوسف بن عمر بن رسول التّركمانىّ الأصل اليمنىّ المولد والمنشأ والوفاة صاحب ممالك اليمن، تسلطن بعد أخيه فى المحرّم سنة ست وتسعين وستمائة فملك نيّفا وعشرين سنة، وكان قبل سلطنته تفقّه وحفظ كفاية المتحفّظ [ونهاية «١» المتلفّظ فى اللغة] ومقدّمة «٢» ابن بابشاذ.
وبحث التنبيه «٣» وطالع وفضل وسمع الحديث، وجمع الكتب النفيسة فى سلطنته، حتى قيل إنّ خزانة كتبه اشتملت على مائة ألف مجلّد. وكان مشكور السّيرة محبّا لأهل الخير. ولمّا أنشأ قصره بظاهر زبيد قال فيه الأديب تاج الدين «٤» عبد الباقى اليمنى أبياتا، منها:
أنسى بإيوانه كسرى فلا خبر ... من بعد ذلك عن كسرى لإيوان
وفى الملك المؤيد يقول أيضا عبد الباقى المذكور وقد ركب المؤيّد فيلا:
الله ولّاك يا داود مكرمة ... ورتبة ما أتاها قبل سلطان
ركبت فيلا وظل الفيل ذا رهج ... مستبشرا وهو بالسلطان فرحان
لك الإله أذلّ الوحش أجمعه ... هل أنت داود فيه أم سليمان