للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصله من مدينة خلاط «١» ، وكان يدخل الزوايا ويتواجد فى سماعات الفقراء، وله شعر كثير، من ذلك ما قاله فى ناعورة حماة:

وناعورة رقّت لعظم خطيئتى ... وقد لمحت شخصى من المنزل القاضى

بكت رحمة لى ثم ناحت لشجوها ... ويكفيك أن الخشب تبكى على العاصى

وهو صاحب القصيدة ذات الأوزان «٢» التى أوّلها:

داء ثوى بفؤاد شفّه سقم ... لمحنتى من دواعى الهمّ والكمد

وتوفّى الشيخ الأديب الفاضل العدل شهاب الدين محمد بن محمد بن محمود ابن مكّى المعروف بابن دمرداش الدّمشقىّ، وبها مات ودفن بقاسيون. ومولده سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وكان شاعرا مجيدا، وكان فى شبابه جنديّا، فلمّا شاخ ترك ذلك وصار شاهدا. وشعره سلك فيه مسلك مجير الدين «٣» بن تميم، لأنّه صحبه وأقام معه بحماة مدّة عشرين سنة. ومن شعره:

أقول لمسواك الحبيب لك الهنا ... بلثم فم ما ناله ثغر عاشق

فقال وفى أحشائه حرق «٤» الجوى ... مقالة صبّ للديار مفارق

تذكّرت أوطانى فقلبى كما ترى ... أعلّله بين العذيب وبارق

قلت: ومثل هذا قول القائل:

هنّئت يا عود الأراك بثغره ... إذ أنت فى الأوطان غير مفارق

إن كنت فارقت العذيب وبارقا ... هأنت ما بين العذيب وبارق