خنتما فعليكما، وإن وفّيتما فلكما. وكان خفيف الرّوح دائم البشر لطيف العبارة، وكانت فى عبارته عجمة لكنة، كان إذا قال الحكاية أو النادرة يظهر لكلامه حلاوة فى القلب والسمع.
وتوفّى الأمير سيف الدين بكتمر «١» بن عبد الله الحسامىّ الحاجب فى يوم الأربعاء حادى عشرين شهر ربيع الآخر «٢» بداره «٣» خارج باب النصر. وأنعم السلطان على ولده ناصر الدين محمد بإمرة عشرة وسنّه يومئذ ثلاث عشرة سنة. وفرّق الملك الناصر إقطاعه على جماعة، فكمل للأمير طرغاى «٤» الجاشنكير تقدمة ألف، وأنعم على الأمير قوصون الناصرىّ بمنية «٥» زفتة. وكان أصل بكتمر هذا من جملة مماليك الأمير حسام الدين طرنطاى نائب السلطنة للملك المنصور قلاوون، وكان أخذ من بلاد الروم سنة خمس وسبعين «٦» وستمائة فيما أخذ «٧» من مماليك السلطان غياث الدين كيخسرو