*** السنة الثالثة من ولاية حنظلة بن صفوان على مصر وهي سنة إحدى وعشرين ومائة- فيها غزا مروان الحمار من أرمينية إلى أن بلغ قلعة بيت السرير من بلاد الروم فقتل وسبى، ثم أتى قلعة ثانية فقتل أيضاً وأسر، ثم دخل الحصن الذي فيه سرير الملك فهرب منه الملك حتى صالحوا مروان في السنة على ألف رأس ومائة ألف مديٍ «١» ، ثم سار مروان في السنة حتى دخل أرض أرز «٢» وبلاد بطران «٣» فصالحوه ثم صالحه أهل بلاد تومان، ثم أتى حمزين «٤» فقاتلهم ولازم الحصار عليهم شهرين حتى صالحوه، ثم افتتح مروان مسدار وغيرها. وذكر خليفة بن خياط أن أبا محمد البطال قتل فيها. وفيها غزا الصائفة مسلمة ابن الخليفة هشام بن عبد الملك فسار حتى أتى ملطية، ومات مسلمة هذا في دولة أبيه هشام. وفيها غزا نصر بن سيار ما وراء النهر وقتل ملك الترك كورصول، وكان كورصول المدكور ملكاً عظيماً غزا في المسلمين اثنتين وسبعين غزوة، ولما قبض عليه نصر أراد أن يفدي نفسه بألف جمل بختي وبألف برذون، فلم يقبل نصر وقتله. وفيها خرج زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله عنهم، ووقع له مع جيش الخليفة أمور وحروب وآل أمره إلى أن انكسر واختفى حتى ظفر به وقتل في سنة اثنتين وعشرين ومائة. وفيها توفي الربيع بن أبي راشد أبو عبد الله الزاهد، من الطبقة الثالثة من تابعي