أمر بقسم مواريث أهل الذمة على قسم مواريث المسلمين، وكانوا قبل حفص يقسمون مواريثهم بقسم أهل دينهم، انتهى كلام ابن يونس. وقد ساق ابن يونس ترجمة حفص على سياق واحد ولم يدع لولايته الثالثة على مصر شيئاً. ولا بد من ذكر ولايته الثالثة هنا لما شرطناه في كتابنا هذا من ذكر كل والٍ في وقته وزمانه، ونذكره إن شاء الله تعالى بزيادات أخر.
*** السنة الأولى من ولاية حفص بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة أربع وعشرين ومائة- فيها عاثت الصفرية ببلاد المغرب وحاصروا قابساً «١» ونصبوا عليها المجانيق، وافترقت الصفرية بعد قتل ميسرة فرقتين، ثم ولى الخليفة حنظلة أمير مصر أمر إفريقية لما بلغه قتل كلثوم، كما تقدم ذكره. وفيها قدم جماعة من شيعة بني العباس من خراسان إلى الكوفة يريدون أخذ البيعة لبني العباس فأخذوا وحبسوا ثم أطلقوا. وفيها غزا سليمان بن هشام الصائفة والتقاه ملك الروم فهزمه سليمان وغنم «٢» . وفيها قتل كلثوم بن عياض أمير المغرب، من الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشأم، وكان جليلاً نبيلاً فصيحاً له خطب ومواعظ، قتل بالمغرب في وقعة كانت بينه وبين ميسرة الصفري، ثم مات ميسرة أيضاً في آخر السنة. وفيها توفي الزهري واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة، الإمام أبو بكر القرشي الزهري المدني أحد الأعلام، من تابعي أهل المدينة من الطبقة الرابعة، كان حافظ زمانه. قال الليث بن سعد قال