ابن شهاب: ما صبر أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري، ولد سنة خمسين، وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة، وله نيف وعشرون سنة، فروى عن ابن عمر حديثين، وروى عن جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين، وروى عنه الجمّ الغفير اهـ.
وذكر الذهبي جماعة أخر، قال: توفي عبد الله بن قيس الجهني، وعمرو بن سليم الزرقي أبو طلحة، والقاسم بن أبي بزة المكي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وقد تقدم ذكره، ومحمد بن علي بن عبد الله ابن عباس، وأبو جمرة (بالجيم والراء) نصر بن عمران الضبعي.
أمر النيل في هذه السنة الماء القديم ثلاثة أذرع واثنا عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعاً وثلاثة «١» عشر إصبعا.
*** السنة الثانية من ولاية خفص بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة خمس وعشرين ومائة:
فيها كانت فتن كثيرة بالمغرب بين الأمير حنظلة بن صفوان المعزول عن إمرة مصر والمتولي إفريقية وبين عكاشة الخارجي، فكانت بينهم وقعة لم يسمع بمثلها، وانهزم عكّاشة وقتل من البربر ما لا يحصى، ثم التقى حنظلة ثانياً مع عبد الواحد على فرسخ من القيروان، وجمع عبد الواحد ثلثمائة ألف مقاتل، فبذل حنظلة الأموال وضج الناس والنساء والأطفال بالدعاء، وبقي حنظلة يسير بين الصفوف بنفسه ويحرض على القتال، وكسر أصحاب حنظلة أغماد سيوفهم والتحمت الحرب وانكسرت ميسرة الإسلام، وحنظلة على تحريضه حتى تراجعوا، وهزم الله