وتوفّى الأمير سيف الدين وقيل شمس الدين آق سنقر بن عبد الله السّلّارى نائب السلطنة بالديار المصريّة قتيلا بثغر الإسكندرية فى السجن. وكان أصله من مماليك الأمير سلّار واتّصل بعده بخدمة الملك الناصر محمد بن قلاوون فرقّاه إلى أن ولّاه نيابة غزّة ثم صفد. ثم ولى بعد موت الملك الناصر نيابة السلطنة بالديار المصرية. وقد تقدّم ذكره فى ترجمة الملك الصالح هذا والتعريف بأحواله وكرمه إلى أن قبض عليه وسجن، ثم قتل. وكان من الكرماء الشّجعان.
وتوفّى الأمير علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله الماردانى الناصرىّ الساقىّ نائب حلب بها. وكان ألطنبغا أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون وخاصّكيّته وأحد من شغف بمحبته ورقّاه فى مدّة يسيرة، حتّى جعله أمير مائة ومقدّم ألف، وزوّجه بابنته. ثم وقع له أمور بعد موته ذكرناها فى تراجم: المنصور والأشرف والناصر والصالح أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى أن ولى نيابة حماة، ثم حلب بعد الأمير طقزدمر فباشر نيابة حلب نصف سنة، وتوفّى ولم يبلغ من العمر خمسا وعشرين سنة. وكان أميرا شابّا لطيف الذات، حسن «١» الشكل، كريم الأخلاق مشهورا بالشجاعة والكرم. وهو صاحب الجامع «٢» المعروف به خارج باب زويلة.
وقد تقدّم ذكر بنائه فى ترجمة أستاذه الملك الناصر محمد.
وتوفّى الأمير الأديب الشاعر علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله الجاولى. أصله من مماليك بن باخل «٣» . ثم صار إلى الأمير علم الدين سنجر الجاولى فجعله دواداره لمّا كان نائب غزّة فعرف به، ثم تنقّلت به الأحوال حتى صار من جملة أمراء دمشق إلى أن مات بها فى شهر ربيع الأول.