لمّا أتى للعاديات وزلزلت ... حفظ النساء وما قرا للواقعه
فلأجل ذاك الملك أضحى لم يكن ... وأتى القتال وفصّلت بالقارعه
لو عامل الرحمن فاز بكهفه ... وبنصره فى عصره فى السابعه
من كانت القينات من أحزابه ... عطعط به الدّخان «١» نار لامعه
تبت يدا من لا يخاف من الدعا ... فى الليل إذ يغشى يقع فى النازعه
وخلّف السلطان الملك الناصر حسن، تغمّده الله برحمته، من الأولاد الذكور عشرة: وهم أحمد وقاسم وعلىّ وإسكندر وشعبان وإسماعيل ويحيى وموسى ويوسف ومحمد، وستّا من البنات، وخلّف من الأموال والقماش والذهب العين والسلاح والخيول وغيرها شيئا كثيرا. استولى يلبغا على الجميع، وتصرّف فيه حسب ما أراده.
وكان السلطان حسن محبا للرعية، وفيه لين جانب، حمدت سائر خصاله، لم يعب عليه فى ملكه سوى ترقّيه لمماليكه فى أسرع وقت، فإنه كان كريما بارّا بإخوته وأهله، يميل الى فعل الخير والصدقات، وله مآثر بمكة المشرّفة، واسمه مكتوب فى الجانب الشرقىّ من الحرم، وعمل فى زمنه باب الكعبة الذي هو بابها الآن «٢» ، وكسا الكعبة الكسوة التى هى الى الآن فى باطن البيت العتيق، وكان كثير البرّ لأهل مكة والمدينة، الى أن كانت الواقعة لعسكره بمكة فى أواخر سنة إحدى وستين وسبعمائة التى كان مقدّم عسكرها «٣» الأمير قندس وابن قراسنقر وحصل لهم الكسرة والنهب والقتل من أهل مكة واخراجهما من مكة على أقبح وجه،