للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غضب بعد ذلك على أهل مكة وأمر بتجهيز عسكر كبير الى الحجاز للانتقام من أهل مكة، وعزم على أنه ينزعها من أيدى الأشراف الى الأبد، وكاد «١» يتمّ له ذلك بسهولة وسرعة، وبينما هو فى ذلك وقع بينه وبين مملوكه يلبغا وكان من أمره ما كان.

وكان السلطان حسن يميل الى تقدمة أولاد الناس الى «٢» المناصب والولايات حتى إنه كان غالب نوّاب القلاع بالبلاد الشامية فى زمانه أولاد ناس، ولهذا لم يخرج عليه منذ سلطنته بالبلاد الشامية خارجىّ، وكان فى أيامه من أولاد الناس ثمانية من مقدّمى الألوف بالديار المصرية. ثم أنعم على ولديه بتقدمتى ألف فصارت الجملة عشرة، فأما الثمانية فهم: الأمير عمر بن أرغون النائب وأسنبغا بن الأبى بكرى ومحمد ابن طوغاى ومحمد بن بهادر رأس نوبة ومحمد بن المحسنىّ الذي قاتل يلبغا وموسى بن أرقطاى وأحمد بن آل ملك وشرف الدين موسى بن الأزكشى الأستادار، فهؤلاء من مقدّمى الألوف. وأما الطبلخانات والعشرات فكثير، وكان بالبلاد الشامية جماعة أخر فكان ابن القشتمرى نائب حلب وأمير علىّ الماردينىّ نائب الشام وابن صبيح «٣» نائب صفد وأمّا من كان منهم من المقدّمين. والطبلخانات نوّاب القلاع فكثير. وقيل:

إن سبب تغيير خاطر يلبغا من أستاذه الملك الناصر حسن- على ما قيل- إنه لما عمل ابن مولاهم «٤» البليقة «٥» التى أوّلها: