مكرّما معظّما حتى حضرها وصار بها من أعيان العلماء لا سيّما عند الأمير صرغتمش الناصرى، فإنه لأجله بنى مدرسته «١» بالصليبة حتى ولّاه تدريسها. ولما مات- رحمه الله تعالى- ولى تدريس الصّرغتمشية العلّامة أرشد الدين السرائى الحنفى.
وتوفّى قاضى القضاة نجم الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن القاضى عماد الدين أبى الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الطّرسوسى ثم الدمشقى الحنفى قاضى قضاة الحنفية بدمشق بها عن نحو أربعين سنة وكان- رحمه الله- إماما عالما علّامة أفتى ودرّس وناب فى الحكم عن والده بدمشق ثم استقل بالوظيفة من بعده عدّة سنين وحمدت سيرته. وله مصنّفات كثيرة منها: كتاب «رفع الكلفة عن الإخوان فى ذكر ما قدّم القياس على الاستحسان» وكتاب «مناسك الحج» مطوّل وكتاب «الاختلافات الواقعة فى المصنّفات» وكتاب «محظورات الإحرام» وكتاب «الإرشادات فى ضبط المشكلات» عدّة مجلدات وكتاب «الفتاوى فى الفقه» وكتاب «الإعلام فى مصطلح الشهود والأحكام «٢» » وكتاب «الفوائد «٣» المنظومة فى الفقه» .
وتوفّى الأمير سيف «٤» الدين أرغون بن عبد الله الكاملى المعروف بأرغون الصّغير بالقدس بطّالا قبل أن يبلغ الثلاثين سنة من العمر وكان أرغون خصيصا عند الملك الكامل ثم عند أخيه الملك الصالح إسماعيل وترقّى حتى صار أمير مائة ومقدّم ألف بديار مصر. ثم ولى نيابة حلب ثم نيابة الشام ثم أعيد الى نيابة حلب ثانيا الى أن طلب الى القاهرة وقبض عليه واعتقل بالإسكندرية مدّة ثم أخرج الى القدس