وفيها توفّى الأديب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علىّ بن محمد المعروف بابن أبى طرطور الشاعر المشهور وبحماة عن بضع وسبعين سنة. وكان رحمه الله شاعرا ماهرا حسن العشرة، مدح الأكابر والأعيان ورحل إلى الشام ثم استوطن حماة إلى أن مات. رحمه الله. ومن شعره في مليح اسمه يعقوب، وهو هذا. [الرمل]
يا مليحا حاز وجها حسنا ... أورث الصّبّ البكا والحزنا
غلطوا في اسمك إذ نادوا به ... يوسف أنت ويعقوب أنا
وتوفّى الحافظ المفتّن علاء الدين أبو عبد الله مغلطاى بن قليح «١» بن عبد الله البكجرىّ الحنفىّ الحافظ المصنف المحدّث المشهور في شعبان ومولده سنة تسعين وستمائة قاله ابن «٢» رافع، وغيره في سنة تسع وثمانين وسمع من التاج أحمد «٣» ابن دقيق العيد وابن الطبّاخ والحسن بن عمر الكردىّ وأكثر عن شيوخ عصره وتخرّج بالحافظ فتح الدين ابن سيد «٤» الناس وغيره ورحل وكتب وصنّف «وشرح صحيح البخارىّ» ورتب «صحيح ابن حبّان»«وشرح [سنن] «٥» أبى داود» ولم يكمّله وذيّل على «المشتبه لابن نقطة» وذيّل على «كتاب الضعفاء لابن الجوزىّ» وله عدّة مصنّفات أخر، وكان له اطلاع كبير وباع واسع في الحديث وعلومه وله مشاركة فى فنون عديدة. تغمّده الله برحمته.