وتوفّى الشيخ «١» الإمام البارع الأديب المفتن صلاح الدين أبو الصفاء خليل ابن الأمير عز الدين أيبك بن عبد الله الألبكى الصّفدى الشاعر المشهور بدمشق فى ليلة الأحد عاشر شوّال. ومولده سنة ستّ وتسعين وستمائة وكان إماما بارعا كاتبا ناظما ناثرا شاعرا. وديوان شعره مشهور بأيدى الناس وهو من المكثرين.
وله مصنّفات كثيرة في التاريخ والأدب والبديع وغير ذلك وتاريخه المسمّى:
«الوافى «٢» بالوفيات» فى غاية الحسن وقفت عليه وانتقيته ونقلت منه أشياء كثيرة فى هذا المؤلّف وفي غيره، وله تاريخ آخر أصغر من هذا سمّاه «أعوان النصر «٣» فى أعيان العصر» فى عدّة مجلدات.
وقد استوعبنا من أحواله وشعره ومكاتباته نبذة كبيرة في ترجمته في تاريخنا «المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى» وتسميتى للتاريخ المذكور «والمستوفى بعد الوافى» إشارة لتاريخ الشيخ صلاح الدين هذا، لأنه سمّى تاريخه:«الوافى بالوفيات» إشارة على تاريخ ابن خلّكان أنه يوفّى بما أخلّ به ابن خلّكان، فلم يحصل له ذلك وسكت هو أيضا: عن خلائق فخشيت أنا أيضا أن أقول:
«والمستوفى على الوافى» فيقع لى كما وقع له؛ فقلت:«والمستوفى بعد الوافى» انتهى.