ثم في يوم الاثنين خامس عشرين شعبان من سنة سبع وستين وسبعمائة، باست الأمراء الأرض للسلطان ويلبغا الأتابك معهم وطلبوا من السلطان الإفراج عن الأمراء المسجونين بثغر الإسكندرية المقدّم ذكرهم، فقبل السلطان شفاعتهم، ورسم بالإفراج عن طيبغا الطويل خاصة فأفرج عنه ورسم بسفره إلى القدس بطّالا، فسافر إلى القدس وأقام به إلى ما يأتى ذكره.
ثم بعد ذلك في يوم عيد الفطر رسم السلطان بالإفراج عمن بقى في الإسكندرية من أصحاب طيبغا الطويل، فأفرج عنهم وحضروا فأخرجوا إلى الشام متفرّقين بطّالين وصفا الوقت ليلبغا العمرىّ وصار هو المتكلّم في الأمور من غير مشارك والسلطان الملك الأشرف شعبان معه آلة في السلطنة، وأنعم يلبغا بإقطاعات أصحاب طيبغا الطويل على جماعة من أصحابه، فأنعم على الأمير أرغون بن بلبك الأزقىّ بتقدمة ألف، عوضا عن قطلوبغا المنصورىّ وأنعم على طيبغا العلائى السيفىّ بزلار بتقدمة ألف، عوضا عن ملكتمر الماردينىّ بحكم وفاته، وأنعم على أينبك البدرىّ أمير آخور يلبغا العمرىّ بإمرة طبلخاناه واستقرّ أستادار أستاذه يلبغا.
ثم استقرّ الأمير إشقتمر الماردينىّ المعزول عن نيابة حلب قبل تاريخه فى نيابة طرابلس، عوضا عن قشتمر المنصورىّ، وطلب قشتمر المذكور إلى مصر.
ثم استقرّ الأمير طيدمر البالسى أمير سلاح عوضا عن طيبغا الطويل في سابع جمادى الأولى. ثم استقرّ طيبغا الأبوبكريّ دوادارا كبيرا بإمرة طبلخاناه عوضا عن الإسعردى، فأقام دوادارا إلى حادى عشرين شعبان عزل بأمير بيبغا دوادار أمير على الماردينى بإمرة طبلخاناه أيضا.