الكبار، فأطلقه السلطان ورسم له أن يكون أتابكا على عادته ورسم له بالنزول الى بيته بالكبش «١» ورسم للأمير خليل بن قوصون أن يكون شريكه في الأتابكيّة، فنزل أسندمر الى بيته ليلة الاثنين وأرسل السلطان معه الأمير خليل بن قوصون صفة الترسيم وهو شريكه في وظيفة الأتابكيّة ليحضره في بكرة نهار الاثنين، فلمّا نزلا الى الكبش تحالفا وخامرا ثانيا على السلطان واجتمع عند أسندمر وخليل بن قوصون في تلك الليلة جماعة كبيرة من مماليك يلبغا وصاروا مع أسندمر كما كانوا أوّلا وأصبحا يوم الاثنين وركبا الى سوق الخيل «٢» ، فركب السلطان بمن معه من الأمراء.
والمماليك الأشرفية وغيرهم فالتقوا معهم وقاتلوهم وكسروهم وقتلوا جماعة كبيرة من مماليك يلبغا وهرب أسندمر وابن قوصون واشتغل مماليك السلطان والعوامّ بمسك مماليك يلبغا، يمسكونهم ويحضرونهم عرايا مكشّفى الرءوس وتوجّه فرقة من السلطانية الى أسندمر وابن قوصون فقبضوا عليهما وعلى ألطنبغا اليلبغاوىّ وجماعة أخر من الأمراء اليلبغاوية فقيّدوا وأرسلوا إلى سجن الإسكندرية.
وفي هذه الواقعة يقول الشيخ شهاب الدين أحمد بن العطّار:[البسيط]
هلال شعبان جهرا لاح في صفر ... بالنصر حتى أرى عيدا بشعبان
وأهل كبش كأهل الفيل قد أخذوا ... رغما وما انتطحت في الكبش شاتان
ثم جلس الملك الأشرف شعبان في الإيوان وبين يديه أكابر الأمراء، ورسم بتسمير جماعة من مماليك يلبغا نحو المائة وتوسيطهم، ونفى جماعة منهم الى الشام وأخذ مال أسندمر وأنفق على مماليكه لكل واحد مائة دينار، ولكل واحد من غير مماليكه خمسون دينارا، ورسم للامير يلبغا المنصورى باستقراره أتابك العساكر هو