فقالوا له: كذبت قل لنا حقيقة أمره، فامتنع وحلف، فأرادوا توسيطه حقيقة، فقال: أطلقونى أنا أدلّكم عليهم، فأطلقوه فأخذهم وتوجّه بهم إلى قبّة النصر خارج القاهرة إلى محل كان الأشرف نزل فيه بجماعته فوجدوا بالمكان أرغون شاه وصرغتمش وبيبغا وبشتك وأرغون كتك وكان الذي توجّه مع قازان اليرقشىّ من القوم أسندمر الصرغتمشىّ وطولو الصرغتمشىّ ومعهما جماعة كبيرة من المماليك الذين ثاروا بالقاهرة، فقبضوا على الأمراء المذكورين وسألوهم عن الملك الأشرف، فقالوا: فارقنا وتوجّه هو ويلبغا الناصرىّ إلى القاهرة ليختفى بها، فقتلوا الأمراء المذكورين في الحال وحزوا رءوسهم وأتوا بها إلى سوق الخيل ففرح بذلك بقيّة الأمراء الذين هم أصل الفتنة وعلموا أنّ الأشرف قد زال ملكه.
وأمّا الملك الأشرف فإنه لما وصل إلى قبّة النصر توجّه منها نحو القاهرة ومعه يلبغا الناصرىّ واختفى عند أستادار يلبغا الناصرىّ، فلم يأمن على نفسه فتوجّه تلك الليلة من عند أستادار يلبغا الناصرىّ الى بيت آمنة زوجة المشتولىّ «١» فاختفى عندها، فقلق عند ذلك الأمراء الذين أثاروا الفتنة وخافوا عاقبة ظهور الأشرف وهم: قرطاى الطازىّ وطشتمر اللفّاف وأسندمر الصرغتمشىّ وقطلوبغا البدرىّ وألطنبغا السلطانىّ وبلاط الصغير ودمراش اليوسفىّ وأينبك البدرىّ ويلبغا النظامىّ وطولو الصرغتمشىّ وهؤلاء الأمراء، وأمّا الأجناد فكثير فاشتد قلقهم.
وبينماهم في ذلك في آخر نهار الأحد يوم قتلوا الأمراء المذكورين بقبّة النصر، وقبل أن يمضى النهار جاءت امرأة إلى الأمراء وذكرت لهم أنّ السلطان مختف عند آمنة