ألم تعلم بأنّى صيرفىّ ... بلوت «١» العالمين على محكى
فمنهم زائف لا خير فيه ... ومنهم جائز تجويز شكّ
وأنت الخالص الإبريز منهم ... بتزكيتى وحسبك من أزكّى!
فحصل للشيخ يوسف بهذا الكلام غاية السرور والفرح وكان مع الشيخ يوسف ولده محمد فأقبل عليه الشيخ يحيى وأنشده فقال:[الكامل]
إنّ السّرىّ إذا سرى فبنفسه ... وابن السّرىّ إذا سرى أسراهما
قال: فازداد الشيخ يوسف سرورا على سروره بهذا القول. رحمهما الله تعالى ونفعنا ببركاتهما.
وتوفّى الشيخ الإمام الأديب البارع المفتن جمال الدين أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن صالح بن على بن يحيى بن طاهر بن محمد بن الخطيب أبى يحيى عبد الرحيم بن نباته (بضم النون) الفارقىّ: الأصل الجذامى المصرىّ المعروف بابن نباتة بالقاهرة- رحمه الله تعالى- بالبيمارستان «٢» المنصورىّ في ثامن شهر صفر من السنة المذكورة. ومولده في مصر في شهر ربيع الأوّل سنة ست وثمانين وستمائة «بزقاق القناديل «٣» » ونشأ بمصر وبرع في عدّة علوم وفاق أهل زمانه في نظم القريض وله الشّعر الرائق والنّثر الفائق وهو أحد من حذا حذو القاضى الفاضل وسلك طريقه وأجاد فيما سلك وكان خطّه في غاية الحسن وديوان شعره مشهور وقد مدح الملوك والأعيان ورحل إلى البلاد وانقطع إلى السلطان الملك المؤيّد إسماعيل