بالقطائع «١» وتحول إليها، ودام بها إلى أن مات وولي ابنه خمارويه بن أحمد بن طولون وجعل دار الإمارة بالعسكر ديوان الخراج، يأتي ذكر ذلك في ترجمتهما إن شاء الله تعالى.
فلما زالت دولة بني طولون وولي محمد بن سليمان الكاتب الأتي ذكره سكن بدار في العسكر عند المصلى القديمة حيث الكوم المطل الآن على قبر القاضي بكار «٢» بن قتيبة، وما زالت الأمراء بعد ذلك تنزل بالعسكر إلى أن قدم القائد جوهر المعزي من المغرب إلى مصر وبنى القاهرة المعزّية فى سنة ثمان وخمسين وثلثمائة. انتهى أمر العسكر وسبب بنيانه باختصار، وهذا التعريف بالعسكر مقدمة لما يأتي بعد ذلك من سكن أمراء مصر به.
وأما أبو عون فإنه لما أرسل وحارب القبط وقتلهم بسمنود عاد إلى مصر، وبينما هو كذلك في أموره ورد عليه كتاب الخليفة أبي العباس عبد الله السفاح بعزله وولاية صالح بن علي العباسي ثانياً على مصر على الصلاة والخراج، ومع ذلك ولاية فلسطين أيضاً والغرب، ثم وردت الجيوش من قبل السفاح مع صالح بن علي لغزو المغرب، وكانت ولاية أبي عون على مصر في هذه المرة الأولى ثلاث سنين إلا