ثم حوّل جكم بعد مدّة إلى قلعة المرقب عند غريمه سودون طاز.
ثم فى ثامن عشر شوّال خلع السلطان على الأمير بكتمر الرّكنى أمير سلاح باستقراره رأس نوبة الأمراء عوضا عن نوروز الحافظى، واستقرّ الأمير تمراز الناصرىّ أمير مجلس عوضه أمير سلاح، واستقرّ سودون الماردانى رأس نوبة النّوب أمير مجلس عوضا عن تمراز، واستقرّ سودون الحمزاوى رأس نوبة النوب عوضا عن سودون الماردانى، وأخلع السلطان على الأمير طوخ باستقراره خازندارا عوضا عن سودون الحمزاوى.
ثم فى خامس عشرين ذى القعدة أفرج عن سعد الدين إبراهيم بن غراب وأخيه فخر الدين ماجد، وكان السلطان قبض عليهما من شهر رمضان، وولّى وظائفهما جماعة، واستمرّا فى المصادرة إلى يومنا هذا، وكان الإفراج عنهما بعد ما التزم سعد الدين بن غراب بحمل ألف ألف درهم [فضة «١» ] وفخر الدين بثلاثمائة ألف درهم، ونقلا إلى السالمىّ ليستخرج الأموال منهما ثم يقتلهما «٢» .
وكان ابن قايماز أهانهما وضرب فخر الدين وأهانه، فلم يعاملهما السالمىّ [بمكروه «٣» ] ولم ينتقم منهما، وخاف سوء العاقبة، فعاملهما من الاحسان والإكرام بما لم يكن ببال أحد، وما زال يسعى فى أمرهما حتى نقلا من عنده لبيت شادّ الدّواوين ناصر الدين محمد بن جلبان الحاجب، وهذا بخلاف ما كانا فعلا مع السالمىّ، فكان هو المحسن وهم المسيئون.
ثم أخلع السلطان على يلبغا السالمىّ باستقراره أستادارا، وعزل ابن قايماز، وهذه ولاية يلبغا السالمىّ الثانية.