للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما قارب يشبك، وقرا يوسف صفد أخرج بكتمر كشّافته «١» بين يديه، ونزل جسر يعقوب «٢» ، فالتقى كشافته بأصحاب يشبك وقرا يوسف، فاقتتلوا قتالا شديدا ظهر فيه الصفديون «٣» ، وأخذوا من الشاميين عشرة أفراس، فعاد يشبك وقرا يوسف إلى طبرية «٤» ، ونزلوا بها حتى قدم عليهم الأمير شيخ نائب الشام.

ثم ساروا جميعا إلى غزة، وقد تقدّمهم الأمير جكم ونزل على الرملة «٥» .

وأما أمراء الديار المصرية فإن السلطان الملك الناصر لما تحقق اتفاق الأمير شيخ المحمودى نائب الشام مع يشبك ورفقته، وبلغه أخبارهم مفصّلا، استشار الأمراء فى أمرهم فأجمعوا على خروج السلطان لقتالهم، فتجهّز السلطان، وعلّق جاليش السفر فى ثانى ذى القعدة «٦» بالطبلخاناة السلطانية على العادة.

ثم أنفق فى رابعه على المماليك السلطانية على كل مملوك خمسة آلاف درهم.

وكان صرف الذهب يوم ذاك مائة درهم المثقال، فصرف لكل واحد منهم تسعة «٧» وأربعين مثقالا، واحتاج السلطان فى النفقة المذكورة حتى اقترض من مال أيتام الأمير قلمطاى الدوادار عشرة آلاف مثقال، ورهن عندهم جوهرا، وجعل كسب ذلك ألف دينار ومائتى دينار، وأخذ منهم أيضا نحو ستة عشر ألف مثقال وباعهم بها بلدة من أعمال الجيزة تسمى البراجيل «٨» ، وأخذ من [تركة «٩» ] التاجر برهان