الدين المحلّى وغيره مالا كثيرا، ووزّع له قاضى القضاة شمس الدين الأخنائى الشافعى خمسمائة ألف درهم على تركات خارجة عن المودع، وكانت نفقة السلطان على خمسة آلاف مملوك.
ثم عزل السلطان الأخنائى عن قضاء «١» الشافعية بقاضى القضاة جلال الدين عبد الرحمن البلقينى، وعزل ابن خلدون بقاضى القضاة جمال الدين يوسف البساطىّ المالكى.
ثم قدم الخبر على السلطان بنزول الأمراء على مدينة غزة، وأخذهم الإقامات «٢» المجهّزة للعساكر السلطانية.
وكانت غزة قد غلابها الأسعار لقلّة الأمطار، وبلغت الويبة القمح مائة وعشرين درهما، فعند ذلك جد السلطان الملك الناصر فى حركة السفر، والاستعداد للحرب.
وأما أمر الأمراء فإنه خرج جاليشهم من مدينة غزة إلى جهة الديار المصرية فى يوم الأحد ثانى ذى الحجة.
ثم سار من الغد الأمير شيخ ويشبك وجكم ببقية عساكرهم، واستنابوا بغزة الأمير ألطنبغا العثمانى.
ثم قدم الخبر على جناح الطير من بلبيس بنزول الأمراء على قطيا، فكثرت حركات العسكر بالقاهرة، وخرجت مدوّرة «٣» السلطان إلى الرّيدانيّة خارج القاهرة، واختبط العسكر واضطرب لسرعة السفر.