بكتابة جواب لهم، وكان ذلك مكيدة من الأمراء حتى كبسوا على السلطان فى ليلة الخميس وهم فى نحو ثلاثة آلاف فارس وأربعمائة تركمانى من أصحاب قرا يوسف.
وبينما السلطان على منزلة السعيدية ورد الخبر على الوالد من بعض أصحابه ممن هو صحبة الأمراء، أن الأمراء اتفقوا على تبييت السلطان والكبس عليه فى هذه الليلة، فأعلم الوالد السلطان وحرّضه على الركوب بعساكره من وقته، فمال إليه السلطان، فأخذ الأمير بيغوت وغيره يستبعد ذلك، ولا زالوا بالسلطان حتى فتر عزمه عن الركوب، فعاد الوالد إلى وطاقه «١» ، وأمر جميع مماليكه بالركوب بآلة الحرب.
وبينما هو فى ذلك إذ ثارث غبرة عظيمة وهجّة فى الناس، وقبل أن يسأل السلطان عن الخبر طرقه الأمراء على حين غفلة، فركب السلطان فى الليل بمن معه واقتتل الفريقان قتالا شديدا من بعد عشاء الآخرة إلى بعد نصف الليل، جرح فيه جماعة كثيرة من الطائفتين، وقتل الأمير صرق الظاهرى صبرا بين يدى الأمير شيخ المحمودى نائب الشام، لأن السلطان كان ولاه عوضه نائب الشام، وانهزم السلطان وركب وسار «٢» عائدا على الهجن إلى جهة الديار المصرية، ومعه سودون الطيار وسودون الأشقر، وساقوا إلى أن وصلوا إلى القلعة، وتفرقت العساكر السلطانية وانهزموا وتركوا أثقالهم وخيامهم، وسائر أموالهم غنمها الشاميون، ووقع فى قبضة الأمراء من المصريين الخليفة والقضاة، والأمير شاهين الأفرم، والأمير خير بك نائب غزة، ونحو ثلاثمائة مملوك من المماليك السلطانية وغيرهم، وقدم المنهزمون من السلطانية إلى القاهرة فى يوم الخميس ثالث عشر ذى الحجة، ولم يحضر السلطان