وتوفّى العبد الصالح الأمير الطواشىّ الرّومىّ صندل بن عبد الله المنجكىّ «١» ، خازندار «٢» الملك الظاهر برقوق، وعظيم دولته، وصاحب الطّبقة- بالقلعة- المعروفة بالصّندليّة، فى ثالث شهر رمضان، ووجد الملك الظاهر عليه وجدا عظيما، ومات ولم يخلّف من المال إلا النّزر اليسير إلى الغاية، هذا مع تمكّنه فى الدولة، وطول مدته فى وظيفة الخازنداريّة فى تلك الأيام، وأنياته «٣» جماعة كبيرة من المماليك الظاهريّة، ومنهم جماعة فى قيد الحياة يحكون عن زهده وصلاحه وعبادته أشياء عظيمة إلى الغاية، وكان الشيخ تقىّ الدين المقريزىّ إذا حدّث عنه يقول: حدّثنى من لا أتّهمه العبد الصالح المنجكىّ- انتهى.
وتوفّى الأمير الكبير- أتابك العساكر بالدّيار المصريّة، وعظيم المماليك اليلبغاويّة- كمشبغا بن عبد الله الحموىّ اليلبغاوىّ، بسجن الإسكندرية، فى العشرين من شهر رمضان، وهو أحد من قام بنصرة الملك الظّاهر برقوق عند خروجه من سجن الكرك، وكان كمشبغا يوم ذلك يلى نيابة حلب، وقد تقدم ذكر كمشبغا هذا فى مواطن كثيرة من أواخر دولة الملك الأشرف شعبان بن حسين إلى أن أمسك وحبس، ومات، وكان من أجلّ الملوك وأعظمها قدرا، قيل للوالد لما ولى الأتابكيّة بالديار المصرية: يا خوند امش على قاعدة الأمير كمشبغا، فقال الوالد: