بعض الأحيان بين وظيفتى الوزر ونظر الخاص معا، وكان سيّىء السيرة، كثير الظلم والرّمايات، وولّى مشيرا «١» فى سلطنة الملك الظاهر برقوق، ثمّ نكب هو وإخوته، ومات- بعد خطوب قاساها- يوم الثلاثاء رابع عشرين جمادى الآخرة، وكان من أعاجيب الزّمان من الخفّة، والطيش، وسرعة الحركة، يقال إنه قال لبعض حواشيه- وهو نازل فى موكبه بخلعة الوزارة، لمّا أعيد إليها، والناس بين يديه: يا فلان ما هذه الركبة غالية بعلقة مقارع.
وتوفّى قاضى قضاة الدّيار المصرية نور الدين على بن يوسف بن مكى الدميرى «٢» المالكىّ المعروف بابن الجلال، باللجون «٣» من طريق دمشق فى جمادى الأولى، وهو مجرّد صحبة السلطان.
وتوفّى الشيخ الإمام الفقيه سيف الدين قطلوبغا بن عبد الله الحنفى، فى نصف جمادى الأولى، وكان فقيها فاضلا مستحضرا لمذهبه، معدودا من فقهاء الحنفية.
وتوفّى قاضى القضاة بدر الدين محمد بن أبى البقاء الشافعى قاضى قضاة الدّيار المصرية، وهو معزول عن القضاء، فى سابع عشرين شهر ربيع الآخر.
وتوفّى قاضى القضاة شرف الدّين محمد بن محمد الدّمامينى المالكى الإسكندرى، قاضى الإسكندرية، ثم ناظر الجيش والخاص بالدّيار المصرية، فى سابع عشرين المحرم، كان رئيسا فاضلا، ولى قضاء الإسكندرية، ثم وكالة بيت المال «٤» ، ونظر الكسوة «٥» ،