ثم فى يوم الخميس ثالث جمادى الأولى خلع السلطان على الوالد باستقراره أتابك العساكر بالدّيار المصرية عوضا عن يشبك الشّعبانىّ، وخلع على الأمير كمشبغا المزوّق الفيسىّ باستقراره أمير آخور كبيرا، عوضا عن جركس القاسمىّ المصارع.
وفى اليوم المذكور قدم إلى القاهرة قاصد الأمير نوروز الحافظىّ برأس الأتابك يشبك، ورأس جركس المصارع، ورأس الأمير فارس التّنمىّ حاجب حجّاب دمشق.
وفيه شاور جمال الدين الأستادار السّلطان أنه يعمّر للسلطان مدرسة بخط رحبة باب العيد «١» ، فأذن له السلطان فى ذلك، فشقّ جمال الدين أساسها فى هذا اليوم، وبدأ بعمارتها.
ثم أرسل السلطان إينال المنقار، وعلّان، وبلبغا الناصرىّ إلى سجن الإسكندرية.
ثم ركب الملك الناصر متخفّفا بثياب جلوسه ونزل إلى عيادة الأمير قراجا، فعاده، ثم سار إلى بيت جمال الدين الأستادار وأخذ تقدمته، ثم ركب وسار حتى نزل بالمدرسة الظاهرية ببين القصرين، وزار أمه وجده لأبيه الأمير أنص، وجعل ناحية منبابة «٢» بالجيزة وقفا عليها.
ثم ركب منها إلى دار الأمير بشباى- رأس نوبة النّوب- ونزل عنده، ثم ركب من عنده، وتوجّه إلى بيت الأمير كزل العجمىّ حاجب الحجّاب، ثم سار من عنده إلى قلعة الجبل.
قال المقريزى: ولم نعهد ملكا من ملوك مصر ركب من القلعة بقماش جلوسه غيره، قلت: لعل المقريزى أراد بقماش جلوسه عدم لبس السّلطان الكلفتاة، وقماش الخدمة، وهذا كان مقصوده- والله أعلم.