ثمّ فى خامس عشرينه قبض السّلطان على جماعة من أكابر المماليك الظاهريّة، ووسّط منهم خمسة؛ فنفرت القلوب منه، ووجد شيخ ونوروز للوثوب عليه سبيلا لكمين كان فى نفسهما منه.
ثمّ خلع السّلطان على منكلى أستادار الخليلىّ باستقراره أستادارا عوضا عن فخر الدين بن أبى الفرج.
ثمّ كتب السّلطان للوالد بالقبض على الأمير يشبك بن أزدمر أتابك دمشق، وعلى إينال الخازندار، وعلى بردبك الخازندار، وعلى بردبك أخى طولو، وعلى سودون من إخوة الأتابك يشبك، وعلى تنبك من إخوة يشبك أيضا، والفحص عن نكباى الحاجب؛ فإن وجده من جملة المنافقين فليقبض عليه، ويعتقلهم، وسار البريد للوالد بذلك، وبعد خروج البريد بذلك، ذبح السلطان فى ليلة الأربعاء- مستهل شعبان- عشرين مملوكا ممّن قبض عليهم.
ثمّ وسّط من الأمراء فى يوم الأربعاء ثامنه عشرة أخر تحت القلعة، منهم:
الأمير حزمان نائب القدس، والأمير عاقل، وأرغز أحد أمراء الألوف بدمشق، والأمير سودون الظّريف، والأمير مغلباى، والأمير محمّد بن قجماس.
وفى ليلة الأربعاء المذكورة قتل السّلطان أيضا بالقلعة من المماليك الظّاهريّة زيادة على مائة مملوك من الجراكسة من مماليك أبيه.
ثمّ ركب سحر يوم الخميس إلى الصّيد بناحية بهتيت «١» - من ضواحى القاهرة- وأمر والى القاهرة أن يقتل عشرة من المماليك الظّاهريّة لتخلّفهم عن الرّكوب معه، فقتلوا.
وعاد السّلطان من الصّيد بثياب جلوسه، وشقّ القاهرة وهو سكران لا يكاد