على قتله، فعاد إلى القاهرة مسرعا، وأخذ يتتبّع ما قيل حتّى ظفر بمملوكين عندهما الخبر؛ فعاقبهما فى ثامن عشر شهر رجب المذكور، فأظهرا ورقة فيها خطوط جماعة كبيرة، كبيرهم الأمير جانم من حسن شاه نائب طرابلس- كان- وهو يوم ذاك أمير مجلس.
وكان جانم المذكور قد سافر قبل تاريخه إلى منية ابن سلسيل «١» ، وهى من جملة إقطاعه، فندب السّلطان الأمير بكتمر جلّق، والأمير طوغان الحسنىّ الدّوادار؛ لإحضار جانم المذكور، وخرجا فى يوم السّبت عشرين شهر رجب، على أنّ بكتمر جلّق يسير فى البرّ ويمسك عليه الطّريق، وطوغان يتوجّه إليه فى البحر، ويمسكه ويحضره إلى السّلطان، فساروا.
ومسك السّلطان بعد خروجهما جماعة كبيرة من الأمراء والمماليك الظّاهريّة، منهم: الأمير عاقل، والأمير سودون الأبويزيديّ.
وأمّا طوغان الدّوادار فإنّه سار فى البحر حتى وافى الأمير جانم، واقتتلا فى البرّ، ثمّ فى المراكب حتى تعيّن «٢» طوغان على جانم، فألقى جانم نفسه فى الماء لينجو فرماه أصحاب طوغان بالنّشّاب حتى هلك، وأخذ وقطع رأسه فى ثانى عشرينه، وقدم طوغان على السّلطان فى رابع عشرينه.
وكان السّلطان قد مسك فى يوم ثانى عشرينه فى القاهرة الأمير إينال الصّصلانىّ الحاجب، والأمير أرغز، والأمير سودون الظّريف، وجماعة من المماليك الظّاهريّة.
ثمّ قبض السّلطان فى يوم ثالث عشرينه أيضا على الأمير سودون الأسندمريّ أحد أمراء الألوف وأمير آخور ثانى، وعلى الأمير جرباش العمرىّ رأس نوبة، وأحد أمراء الألوف أيضا.