أيّاما، وقرئت عنده الختمات، وفرّقت الصّدقات، ومدّت الحلاوات والأسمطة بتلك الهمم العظيمة، ونشرت أقمشته على قبره، وعلّقوا سلاحه وأمتعته على الحيطان حوالى قبره، وكلّها ما بين مرصع ومكلل ومزركش، فى تلك القبّة العظيمة، وعلّقت بالقبّة المذكورة قناديل الذّهب والفضّة، من جملتها قنديل من ذهب زنته أربعة آلاف مثقال- وهو رطل بالسّمرقندىّ، وعشرة أرطال بالدّمشقىّ، وأربعون رطلا بالمصرىّ- وفرشت المدرسة بالبسط الحرير والدّيباج.
ثمّ نقلت رمّته إلى تابوت من فولاذ عمل بشيراز «١» ، وهو على قبره إلى الآن، وتحمل إليه النّذورة «٢» من الأعمال البعيدة، ويقصد قبره للزّيارة والتّبرّك به، ويأتى قبره من له حاجة ويدعو عنده.
وإذا مرّ على هذه المدرسة أمير أو جليل خضع ونزل عن فرسه إجلالا لقبره، لما له فى صدورهم من الهيبة.
وكان تيمور طويل القامة، كبير الجبهة، عظيم الهامة، شديد القوّة أبيض اللّون مشربا بحمرة، عريض الأكتاف، غليظ الأصابع، مسترسل اللّحية، أشلّ اليد، أعرج اليمنى، تتوقّد عيناه، جهير الصّوت، لا يهاب الموت، قد بلغ الثمانين، وهو متمتّع بحواسه وقوّته.